توقع سيريل فابر، رئيس قسم المنتجات الاستهلاكية وممارسات البيع بالتجزئة في الشرق الأوسط لدى شركة بين آند كومباني، أن ينمو قطاع البيع بالتجزئة في المملكة بنسبة 4 إلى 5% سنويًا نتيجة النمو المتوقع للناتج المحلي الإجمالي.
وقال فابر في لقاء مع أرقام، على هامش قمة قادة التجزئة، إن قطاع التجزئة في السعودية تعافى في 2023، مبينا أن الانفاق الاستهلاكي ارتفع بنسبة 6.7%، بعد سنوات صعبة نتيجة تأثير جائحة كورونا والتضخم وضريبة القيمة المضافة.
وبين أن بعض الفئات مثل المطاعم والبقالة نمت بشكل أسرع بينما كانت فئات أخرى مثل الأزياء والمجوهرات والإلكترونيات أكثر ركودا، مشيراً إلى أن نمو الإنفاق على الترفيه يعني أن المستهلكين لديهم أموال أقل لإنفاقها على البيع بالتجزئة.
وأضاف أن مشهد البيع بالتجزئة في السعودية يتغير نوعياً، بسبب تحول المستهلكين والسلوكيات الشرائية المختلفة، بالإضافة إلى تغيير القنوات بسرعة كبيرة، وتسارع تحديث البقالات من التجارة التقليدية إلى التجارة الحديثة.
وأوضح أن المشهد الاستهلاكي يتغير من خلال التنوع في الشرائح (كبار السن والشباب والزوار)، بالإضافة إلى اهتمام المستهلك بالقيمة من خلال المتاجر ذات الأسعار المخفضة والعلامات التجارية الخاصة، والسعي لتحقيق المزيد من الراحة خاصة عبر الوسائل الرقمية حيث نمت التجارة الإلكترونية بـ 20%.
وأضاف فابر أن المتاجر ذات الأسعار المخفضة بدأت تظهر بشكل جيد في جميع القطاعات وتكسب حصة سوقية.
وذكر أن قطاع البقالة شهد نمواً بنسبة 4% بشكل عام، كما ارتفع نمو شركات التجزئة المدرجة في السوق السعودية بنسبة 8% في 2023، معتبراً أن استحواذ شركة أسواق التميمي على شركة الراية الغذائية يعد علامة على توطيد القطاع.
وبيّن أنه على الرغم من توقعات نمو السوق فإن قطاع البيع بالتجزئة يواجه تحديات بسبب مشغلي التجارة الإلكترونية عبر الحدود وارتفاع التكاليف بسبب المنافسة، مبيناً أن بعض الفئات مثل الأزياء تتأثر بشكل خاص وتتطلب بعض التدخلات الحكومية.
وأشار إلى أنه نظراً لإمكانات النمو والانفتاح المتزايد للقطاع، فإنه يجذب الاستثمار الأجنبي بشكل متزايد، لافتا إلى أن قطاع التجزئة والجملة احتل ثاني أعلى قطاع من حيث تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في أحدث تقرير صادر عن وزارة الاستثمار.